2023 Jun 02

السوريون يدبرون معيشتهم بالحيلة والفتيلة !!

بعد أن ضاقت الحياة على غالبية الشعب السوري وخاصة أصحاب الدخل المحدود ممن ينتظرون رواتبهم، ولا تدر عليهم الوظيفة بمزايا ومنح تدبر معيشتهم الكثير منهم أصبح يدبر معيشته بالفتيلة ويصنع مدخول إضافي ضمن عمله .

فالموظفة التي حصلت على كازية وحدات وتبيع الوحدات ضمن عملها ومن يطلب الرصيد من المراجعين، وهي تقوم بهذا العمل مرغمة كما هو حال الموظف الذي يسلق صحن بيض ويبيع السندويش في عمله، وحال الموظفة التي تبيع عبر الإنترنت أو التي تشتري وتبيع لرفاقها، وحال الموظف الذي ينقل رفاقه معه بسيارته لجمع الجزء اليسير من تعبئة البنزين ولا نقول غيار الزيت والإصلاح.

بعض المستخدمات نقلن عملهن من المؤسسات إلى المنازل، وبعض الممرضات تخلين عن عمل الخير في حقن الأبر لمن يحتاجها، وأصبحت التسعيرة 3000 ليرة لكل أبرة، ومن الأسرة يتابع دراسة بعض الأطفال مقابل مادي ومنهم من يعمل سائق أجرة وهو يحمل شهادة جامعية، ومنهم من يجمع الخبز اليابس ومن يبيع في محل سمانة وخضار ومن يعمل بالعتالة لمن صحته تخدمه.

متطلبات المنزل اليوم لا تنتظر يمكن تأجيل بعضها لكن الانتظار لن يطول والدفع قادم لا محال، ومهما تم تدوير الزوايا والتخلي عن الحاجيات ومراقبة لقمة أطفالك والطلب منهم تصغيرها وترشيد أدامهم لكن هذا سينتهي وستدفع باللتي هي أحسن .

السوريون ملوا وظائفهم وكرهوا حياتهم، فالانتظار سبع ساعات في العمل لمدة خمسة أيام بالأسبوع لمن لا يبحث عن مصدر دخل له بالسراج والفتيلة راتبه لا يكفيه ثمن بيض لأسرته فقط إذا كانت مؤلفة من خمس أشخاص فهو يحتاج شهريا 150 ألف ليرة ثمن بيض فقط، فكيف سيحبون أماكن عملهم ويكرسون الانتماء لمكاتبهم؟ .

اليوم لمن لا يدري أن الوظيفة العامة في أتعس أيامها، وكأنه كان ينقصها المزيد من الانحطاط والانحدار ولم يعد الموظف المثالي مثالا بالاجتهاد بل بالغباء وقلة الحيلة ليظهر إلى السطح الموظف الحربوء الذي يدبر أموره ويأكل اللقمة من فم السبع بالحيلة والفتيلة.

الساعة 25: طلال ماضي

خاص