2022 Jan 22

السوريون يصارعون في الدرك الأسفل للبقاء على قيد الحياة !!

الساعة 25:طلال ماضي

يصارع السوريون في الدرك الأسفل ما تبقى لهم من سبل العيش والاستمرار على قيد الحياة، وقلوبهم مجمدة، وجيوبهم مفلسة ،وبرادات منازلهم تحوّلت إلى خزانة خاوية من الطعام، وأحذيتهم مهترئة، ولباسهم مرقع، ولقمتهم ناشفة، والترفيه الوحيد أمامهم الحمد والشكر أنهم لا يزالون على قيد الحياة.. يصطفون بالطابور لامتلاك جواز سفر والمنصة المخصصة لا يوجد دور عليها ويبحثون عن أي فرصة تنقذ حياتهم .

السوريون بعد أن ضاقت سبل العيش بهم لدرجة أنهم تحولوا من الشراء بالكيلو إلى الأوقية، ومن ثم إلى القطعة، اليوم صاحب العيلة يشتري باللقمة، فعندما يشكل كيلو الفروج نسبة من راتب الموظف لا تقل عن 8 بالمئة تحول للشراء بالقطعة، وبالنسبة للعائلة المؤلفة من 5 أفراد ثمن أقل 5 قطع من الفروج تشكل 13 بالمئة من الراتب، فتوجه للشراء باللقمة ومع ذلك 5 لقيمات من الفروج سعرهم لا يقل عن 7 آلاف ليرة، وللأسف هذا المنتج غادر موائد السوريين الباحثين اليوم عن الدفء، وجمدت مع الأخبار المتداولة عن قدوم المنخفضات القطبية في الأسبوع القادم، ومع جمود الحلول لهذه الأزمة اللعينة في الأفق القريب وبصيص الأمل ما زال بعيداً، والحالة في تدهور دراماتيكي على جميع الأصعدة الصحية والأخلاقية والمجتمعية والمادية.

مسكنات الحكومة تشبه الأدوية المسكنة في الصيدليات، تشرب 10 حبات سيتامول والألم لم يتزحزح كون المسكن عبارة عن عجينة طبية بلا مفعول، والقرارات الحكومية هكذا لا نتائج إيجابية لها على أرض الواقع لا على المدى القريب ولا المتوسط ولا حتى البعيد .

المسؤولون في بلدي متمسكون بامتيازاتهم وحصصهم وبريستيجهم وسياراتهم إلى أبعد مدى، يبحثون عن اكتناز المزيد وفي طريقهم داسوا على الشعب الفقير الذي لا حول ولا قوة له، ويسنون القوانين لمحاصرته وخنقه أكثر , وما قانون الجريمة المعلوماتية سوى لكم أفواه الشعب وتكميم الأفواه، ومنع انتقاد أو الإشارة إلى خطأ أي مسؤول فاسد في هذا البلد وما أكثرهم للأسف.

ماذا بعد في جعبتكم ياسادة ياكرام لا يوجد قعراً أدنى من الدرك الذي نحن نعيش به من الفقر والتعتير، وحضراتكم تتحفونا بنغمة رفع الدعم عن الأغنياء وتوزيعها على الفقراء، ماذا تنتظرون؟.. هل قراءة بيانات مؤتمتة تحتاج إلى كل هذه السنوات، وهل توفير المقومات الأساسية للعيش تحتاج إلى كل هذه الخطط والاجتماعات؟ ، هل يعقل ياسادة أن يموت الأطفال من البرد وحضراتكم تمنعون المحروقات عن المواطن، وتمنعون القطاع الخاص من الاستيراد، وحتى الزعران تمنعونهم من التهريب؟ ، المواطن يحتاج إلى وسيلة تدفئة بأي ثمن كانت، إذا انتم غير قادرين على توفيرها فماذا تفعلون على كرسي المسؤولية؟.

في المختصر المفيد, الشعب الفقير لم يعد يحتمل التجريب، والضغوط أكثر إذا لم يكن في جعبتكم ما ينقذ حياته , دعوه يعمل دعوه يمر دعوه يخرج دعوه يصرخ دعوه يخرج ما في داخله من ألم وحزن على حالة هذا البلد قبل أن يتحول إلى قنبلة انفجارها لا يحمد عقباها.

 

خاص