2019 Sep 15

الموت يغيّب أحد أهم المؤرخين والمفكرين "الدروز" في فلسطين

الساعة25- اسامة ياسين:

منذ أيام غيّب الموت المؤرخ الفلسطيني البارز، البروفيسور قيس فرو وذلك بعد صراع مع المرض.

أنهى البروفسور قيس ماضي فرو دراسة الدكتوراه في فرنسا عام 1980 ومن ثم عمل محاضراً وباحثاً جامعياً  في قسم تاريخ الشرق الاوسط حيث عمل رئيساً له لمدة ثلاث سنوات وترقى من درجة علمية إلى أخرى حتى حصوله على درجة أستاذ كرسي.

فرو من أبناء الطائفة المعروفية ولد عام 1944، تميز بتوجهاته العروبية والوطنية وتمثل ذلك في جميع مؤلفاته وأبحاثه ، ربما لا يعلم الكثير منا عن أعمال هذا العملاق بسبب أسوار الاحتلال التي تفصلنا,  فقد كتب فرو مئات المقالات وألّف العديد من الكتب، أولها وأهمها كتابه "الدروز".

كتب فرو المرجع الأهم عن تاريخ الدروز في آخر مائتي عام، خارجاً عن محض السرديات الشعبية , ومضيفاً عليها وثائق هائلة مخفية في الأرشيفين الفرنسي والانكليزي خلال نهايات الدولة العثمانية.

وقد بات مرجعاً دولياً لكل من رغب بالاطلاع على تاريخ الدروز في المشرق خصوصاً الفلسطينيين، والاستزادة بالمعرفة عنهم، وقد صدر هذا الكتاب بالإنكليزية عن دار النشر العالمية الهامة في هولندا "دار بريل".

دافع فرو في كتبه ومحاضراته بقوة عن عروبة الدروز وهويتهم القومية الحقيقية، وتصدى لمحاولات تحويلهم لشعب مستقل عن شعبهم العربي الفلسطيني.

عرف عن البروفيسور فرو إضافة إلى قوميته ودفاعه عن القضايا العربية  تسامحه وابتسامته , ويوضح زميله المؤرخ البروفيسور محمود يزبك في حديث نشرته "القدس العربي"  أن الراحل فرو تميز بخصال مميزة جداً وقال: "أبو غسان إنسان محبوب، وصاحب ابتسامة دائمة، مسامح ومتسامح وكل من عاشره عرف ذلك "

وينوه يزيك إلى أن الراحل قد ألّف 120 بحثاً، وسبعة كتب، إضافة لعدة كتب تحت الإعداد، مشيراً لتميزه كمؤرخ مختص في التاريخ الاقتصادي- الاجتماعي، كما يضيف: "لم يعقد مؤتمر في العالم حول الدروز إلا وتمت دعوته، وربما تجاوز عددها 200 مؤتمر لأنه فعلاً من ألمع المؤرخين والأسماء الأكاديمية في مجال التاريخ الاجتماعي، خاصة في فلسطين، وهو من المؤرخين الذين اعتمدوا في كتاباتهم على الوثائق والأرشيفات رغم محبته واحترامه للرواية الشفوية"

خطف الموت الأستاذ الفلسطيني قيس فرو (أبا غسان) وهو في عز عطائه، حيث كانت عدة مشاريع بحثية بين يديه، منها كتاب عن الدروز الفلسطينيين كان سيصدر عن مؤسسة الدراسات الفلسطينية بعدما صدر باللغة الإنكليزية، بعنوان: "الدروز الفلسطينيون بين البندقية الإسرائيلية والمحراث الفلسطيني".

من مؤلفاته : / الحرير في لبنان تغيرات اقتصادية اجتماعية ، من تاريخ الدروز ، الدروز في الدولة اليهودية تاريخ مختصر ، خلق لبنان: القومية والدولة تحت الانتداب ، تغبر مفهوم الأمة، صعود العروبة ومشكلة الأقليات ، لبنان: تحدي الاختلاف/ .

ووري فرو الثرى في بلدته عسفيا في قمة جبل الكرمل، مخلفاً وراءه إرثاً كبيراً من الأبحاث والإصدارات الأكاديمية عبر سنين حياته التي سخرها لخدمة مجتمعه العربي.