2019 Apr 04

بإراداته وحنجرته المصابة تحدى آلام الحرب

الساعة 25_زينة البربور:

لا فرق بين الألم والأمل سوى أن اللام تقدمت في الأولى على الثانية، فكل منا لم ينسى ما مر عليه خلال سنوات الحرب الثمان الماضية، التي تركت بصمتها على الكثير منا، بصمة كادت تسلب منا الأمل بالحياة من جديد.

مرهف كمال صاحب الإرادة والتصميم ابن محافظة السويداء ذو الأربعة والعشرين عاماً، خريج المعهد الموسيقي، رفض أن يستسلم لألم أربعة أعوام بعد إصابته بإحدى المعارك في دمشق وخروجه منها فاقداً رجله اليمنى وخلل شديد في اليسرى وحباله الصوتية.

وبعد أن كان يلقب بصاحب الحنجرة الذهبية ولديه الكثير من المعجبين بصوته وأدائه الغنائي تغيرت حاله حيث أثرت اصابته على حباله الصوتية، لكن هذه الاصابة لم تقف عائقاً في وجه موهبته التي بدأت معه منذ الطفولة، فصوته المميز يتعالى كل يوم ليملئ بيته، وحنجرته المصابة تحاول مراراً وتكراراً أن تتغلب على ألم ظن الجميع أنه سيبقيه يائساً طيلة حياته، فكان الغناء وسيلته الأجمل ليتحدى به واقعاً فرض عليه، وعلى الرغم من عدم قدرته متابعة الدورات الموسقية لعدم توفر الإمكانيات المادية إلا أنه يرفض الغناء بالحفلات الخارجية، فالاستفادة المادية ليست هدفه فكما يقول: " انا أغني لنفسي فقط "، وقد قام  بشراء أدوات تسجيل كاملة ليسجل أغانيه الخاصة ويثبت لنفسه أنه على ثقة بوصوله للأفضل دائماً فكل شيء ممكن إنما المستحيل يأخذ وقتاً أطول.

يقول أستاذه في الغناء حسام أبو يزبك أنه يتابعه دائماً ليعرف مدى التطور بصوته ويضيف: "عزيمة مرهف استطاعت الوصول إلى مستوى جيد بالغناء".

وعلى الرغم من وضعه الصحي إلا أنه يساعد والده في تأمين لقمة العيش، فهو يعمل بالتجارة بأنواعها، وأجمل ما قاله مرهف : "انا سيد نفسي قبل الإصابة وبعدها"، فالإنسان لا يخسر حقاً إلا إذا توقف عن المحاولة، فصدق من قال " لا نحقق الأعمال بالأمنيات إنما بالإرادة نصنع المعجزات "