2018 Sep 30

باحث اقتصادي: خسائر الحرب على سورية تجاوزت الخسائر في الحرب العالمية الثانية

السويداء 25- سهيل حاطوم:

أكد الباحث الاقتصادي والأستاذ في كلية الاقتصاد بجامعة تشرين الدكتور/حيان سلمان/ أن خسائر الاقتصاد السوري خلال الحرب وفقاً للمعطيات المتوفرة تتجاوز 227 مليار دولار لافتاً إلى أن سورية بحاجة لخمس سنوات للعودة إلى ما كانت عليه.

وبيّن / سلمان/ في دراسة له حول واقع الاقتصاد السوري منذ 15/3/2011 وحتى بداية عام 2018 أن أغلب المؤشرات الاقتصادية بدأت تتراجع بسبب الحرب الظالمة والمترافقة مع عقوبات وحصار اقتصاديين وذلك بالرغم  من الصعوبة في تحديد الخسائر الكلية للاقتصاد السوري سواء على المستوى الكلي أو الجزئي وذلك لسببين أولهما أن الحرب لم تنته بعد ولا تزال بعض المناطق السورية تحت سيطرة العصابات الإجرامية والدول الداعمة لها مثل إدلب والرقة وغيرهما وثانيهما تباين الخسائر من مباشرة وغير مباشرة ومن تدمير جزئي وكلي ومن قطاع لآخر.

ولفت سلمان إلى تراجع أغلب المؤشرات الاقتصادية خلال السنوات الأربع من زمن الحرب حيث تراجعت قيمة الناتج المحلي الإجمالي من 1470 مليار ليرة عام 2010 إلى 959 مليار ليرة عام 2014، وتراجع معدل النمو الاقتصادي من /3,5/ بالمئة عام 2010 إلى /- 3,5/ بالمئة عام 2014، وارتفع معدل البطالة من 8,6 عام 2010 إلى 56,1 عام 2014، كما زادت قيمة الدين العام (الداخلي والخارجي) بسبب زيادة نفقات الدفاع عن الوطن وتراجع الإيرادات السنوية من النشاط الاقتصادي.

وأشار سلمان إلى أن  صندوق النقد الدولي والمركز السوري للسياسات قدّر قيمة الخسائر حتى عام 2014 بمقدار /200/ مليار دولار وقدرتها منظمة (الإسكوا) بحدود /140/ مليار دولار، وترافق هذا مع تراجع في الترتيب العام لسورية في ممارسة أنشطة الأعمال من المرتبة /136/ عام 2011 إلى المرتبة /175/ من أصل 189 دولة، فيما قدرت قيمة الخسائر الاقتصادية حتى نهاية 2016 بحسب مركز (فرونتيير إيكونوميكس) الاسترالي للاستشارات الاقتصادية بحدود /350/ مليار دولار حيث بيّن المركز بأنه في حال استمرت الحرب على سورية حتى عام 2020 فإن الخسائر ستتجاوز /تريليون دولار/ وتحديداً /1,033/ تريليون دولار.

ولفت الباحث الاقتصادي إلى أن اتحاد نقابات العمال وفي تقرير دورته السابعة التي انعقدت في دمشق لعام 2017 قدّر بأن خسائر الحرب على سورية تجاوزت الخسائر في الحرب العالمية الثانية وبلغت /275/ مليار دولار حتى نهاية عام 2016، فيما قدر البنك الدولي في تقريره لعام 2017 إجمالي خسائر الاقتصاد السوري بـ /226/ مليار دولار، إضافة إلى خسائر بشرية فادحة ودمار في البنية التحتية.

وأضاف/ سلمان/ بأن بعض المصادر قدّرت الخسائر التراكمية حتى نهاية عام 2016 بـ 689 مليار دولار، بينما  قُدّرت الخسائر التراكمية منذ بداية الحرب عام 2011 حتى نهاية العام 2015 بـ 259,6 مليار دولار، وتشمل 169.7 مليار دولار كخسائر في الناتج المحلي الإجمالي و89.9 مليار دولار كخسائر في رأس المال، دون احتساب خسائر القوات العسكرية والأمنية، كما قدر بعض الاقتصاديين إجمالي الخسائر السورية على مستوى الاقتصاد الكلي بحدود /700/ مليار دولار، مؤكدين أنه إذا استمرت الحرب إلى عام 2020 فستتجاوز الخسائر مبلغ /1320/ مليار دولار، وهذا يعني برأيهم أنّ الاقتصاد السوري سيحتاج إلى /15/ عاماً بعد انتهاء الحرب لتجاوز هذه الخسائر.