2022 May 15

رسالة من رجل أعمال للمستثمرين.. تعرضت للظلم ولا يوجد جهة تحاسب الظالم !!!

الساعة 25:طلال ماضي

تابعت عن طريق الصدفة حلقة للزميل نزار الفرا في برنامجه أحوال الناس وحديثه مع أحد رجال الأعمال الذي تحدث بأن عمر شركته ثلاثة عقود ونفذ عشرات المشاريع الخدمية الكبيرة لكنه تعثر بسبب الإجراءات الحكومية وعدم تنفيذ الأحكام القضائية التي حصل عليها، وسحب العقود منه بشكل ارتجالي خلال الأزمة دون تعليل الأسباب، رغم أن نسبة التنفيذ كانت 70 بالمئة وضمن المدة العقدية كما ادعى.

وأشار إلى أنه تم التصرف بملكيات شركته دون العودة إليه، واليوم يظهر على الإعلام بعد أن طرق جميع الأبواب التي يمكن اللجوء إليها لإنصافه، حيث قال .." لا يوجد جهة في الدولة يمكن أن تنصفي سوى سيد الوطن ".

ظهور رجل الأعمال في هذا التوقيت خطير جداً, فهو من خلال حديثه أرسل رسالة إلى جميع رجال الأعمال الراغبين بالدخول إلى السوق السورية أن العمل في سورية متاهة كبيرة، وأن القوانين لا تضمن الحقوق، وأن الأحكام القضائية لا تنفّذ، وأن الإدارات الحكومية لا تُقدّر دور رجال الأعمال ولا ما ينفذوه من خدمات ومشاريع، وأن العمل في سورية عبارة عن غابة وحقل ألغام ، وأعتذر عن هذا التعبير لكن هكذا فهمت من الرسالة وهكذا وصلت، ومن لديه غير ذلك فليتفضل يخبرنا ويفسّر لنا ما طرحه, أو يخرج ويرد عليه ويقول إن حديثه كاذب وله غايات أخرى يشرحها لنا.

العمل التجاري بالنسبة للشركات العابرة للدول تسأل قبل دخول أي بلد للاستثمار عن قوانين البلد في حال حصول الخلافات، وآلية إدخال وإخراج الأموال والأملاك، وعن التحكيم التجاري كونه الأسلم والأسرع ويُُنفّذ خلال مدة أطولها نصف عام، فلماذا لم يحتكم رجل الأعمال إلى التحكيم التجاري.. لأن المؤسسات الحكومية وبكل بساطة لا تعترف بالتحكيم التجاري وتذهب إلى القضاء وهناك جهات تدافع عنها وهي قضايا الدولة .

اليوم البلد ذاهب لا محالة إلى إعادة الإعمار وإن طال الزمن أو قصر، وستدخل الشركات الأجنبية ومن لديها مصالح في سورية إن كان شركات خدمات أو شركات تطوير عقاري أو حتى شركات تمويل عقاري أو غيرها، والخلاف التجاري على المصالح وارد جداًً، وإرسال رسالة بأن قضية لدى رجل أعمال استمرت أكثر من 10 سنوات ولم يستطيع الحصول على حقه الذي حدده القضاء له, أتوقع أن لهذه الرسالة دلالة نحو طريق مقبرة الاستثمار في سورية ولا تدل على تحفيز هذا الاستثمار.

سؤال لا يغادرني منذ سمعت هذه المقابلة وهذه الاتهامات الكبيرة التي أطلقها رجل الأعمال ومرت دون سؤال أو جواب، من يحاسب المسؤولين على قراراتهم الخاطئة والمسيئة للدولة؟ .. من يحاسب المسؤولين على عدم تنفيذ الأحكام القضائية؟ .. من يحاسب رجل الأعمال على اتهاماته إن كانت باطلة؟ .. ومن ينصره إذا كان على حق؟ ، هل تعرفون من يحاسب وينصف أنا للأسف لا أعرف .

 

خاص