2022 Jan 24

في طابور المازوت ... كبار السن يصرخون أين الدور؟

الساعة ٢٥:طلال ماضي

بعد أقل من ٢٤ ساعة على إعلان وزارة النفط بيع المازوت بالسعر الحر، تجمع آلاف الناس أمام محطات الوقود المحددة لبيع المادة على قلتها , يصطفون في الطابور للفوز ب ٥٠ ليتراً علهم ينعمون بالقليل من الدفء خلال العاصفة الجوية القطبية التي تضرب البلاد.

في محطة محروقات على طريق درعا بدمشق تجمع المئات في أرتالٍ طويلة على فردين فقط لتوزيع المازوت، والوقت المقدر للانتظار للفوز بالمخصصات أكثر من ٧ ساعات.

أصوات العجزة والنساء تعلو مبحوحة تطالب الالتزام بالدور الذي ضيعه عمال المحطة والمشرفين على التوزيع من خلال تجاوز الدور لتوزيع المادة لمن يدفع المعلوم، والمبالغ المدفوعة ليست قليلة، وجميع من هم في الطابور لديهم الاستعداد لدفع المعلوم بدلاً من الانتظار لساعات طويلة.

في الطابور ترى الوجوه متعبة وغاضبة، وهمّها أن يسير الدور خطوة للأمام، تسمع همسات وعتب، تسمع قصصاً وروايات، فمنهم من حمل عكازته ووقف، ومنهن من تركت أطفالها الصغار واصطفت على الدور، والجميع يصرخ بصوت واحد "منشان الله مشو الدور" والقائمين على المحطة يستغلون فرصتهم في تعبئة جيوبهم.

الجهات المعنية المشرفة على التوزيع آخر همها الدور لها حصتها وهي تقوم بخدمة من يطلب منها من قبل أسيادها .

والسؤال غير المبرر ولا يمكن استيعابه، لماذا قررت الوزارة التوزيع من دون تنظيم الدور عبر البطاقة الالكترونية وهي توزع الكميات عبرها ؟، فهل عجزت مثلاً ، وهل إرسال الرسائل والتوزيع عبر الصهاريج الجوالة يزعجها حتى لو حملت المواطن ٥٠ ليرة على كل ليتر؟ ، أليس التنظيم أفضل من القدوم من الكسوة إلى نهر عيشة ومن المزة الى القدم؟ .

ياسادة في شركة محروقات وصل إلى مسامعكم صراخ الناس، ولم يتحرك مسؤولٌ منكم لزيارة المحطات والاطلاع على الذل الذي يتعرض له الناس، صحيح أن المادة عزيزة وقليلة لكن الموجود يمكن توزيعه من دون إهانة الناس، والجميع يقدر قلة المادة، لكنه لا يسامحكم على إهانته بهذه الطريقة في التوزيع.

خاص