2023 Apr 25

لماذا الإصرار على السنة التحضيرية في الجامعات الحكومية وإعفاء الجامعات الخاصة ؟ !!

24 جامعة خاصة في سورية فازت بمنحة الإعفاء من السنة التحضيرية، بينما ما زالت الجامعات الحكومية متمسكة وبشدة بقرار وزاري لا ريب فيه بالسنة التحضيرية.

الطالب في الجامعات الخاصة يدفع عن كل ساعة تعليمية في كليات الطب 275 ألف ليرة، بينما التعليم في الجامعات الحكومية مجاني لكن السنة التحضيرية جاهزة لفرز الطلاب، وكل ما يقال عن الفرز على ذمة من يحكي .

دعونا نفكر بصوت مرتفع إذا كانت الغاية الأساسية من الطب هي إنسانية وخدمة البشر وإنقاذ ما يمكن إنقاذه من البشر، والتصدي للفيروسات والأوبئة والأمراض، وهذا لم يحصل من دون الجد والاجتهاد والعلم والمعرفة والعمل الجاد، ومن هذا المنطلق تم اختراع السنة التحضيرية، فلماذا الحرص على الإنسانية في الجامعات الحكومية فقط، ومن يملك الأموال يدرس ما يشاء وغير مهم إنسانية البشر والتعفيس في تحكيمهم.

صحيح أن بعض الجامعات الخاصة ومن كثرة الطلاب عليها وقلة الكوادر التعليمية ارتفع معدل القبول بالنسبة للطلاب فيها لكنه يبقى أقل من الجامعات الحكومية، وبعض الطلاب ممن هم أدنى مستوى من طلاب الجامعات الحكومية، وعند الاختصاص يدرس الطلاب سوية في المشافي الحكومية، والفرق أن طلاب الجامعات الخاصة يدرسون برسم الموازي أي أقل من رسم الدراسة في الجامعات الخاصة.

صحيح أن الجامعات الخاصة موجودة في كل دول العالم، وفي سورية تقبل الطلاب العرب والأجانب بالعملة الصعبة، وهي المستفيد الأول من قرار المصرف المركزي السماح بمنح القروض بالعملة الصعبة وغالبية المسؤولين في هذه الجامعات وزراء وكبار المسؤولين لديهم أسهم في هذه الجامعات وتحولت الجامعات الخاصة إلى أهم استثمار لكن عند الحصاد يجب فرز الطبيب المنهك من الدراسة عن الطبيب الذي وصل إلى الشهادة بأقل تعب ممكن، ولمن يقول أن طلاب الطب في الجامعات الخاصة لديهم امتحان وطني نقول إن السبب الذي فرض وجود السنة التحضيرية وهو عدم الثقة بنتائج الثانوية نفسه فرض الامتحان الوطني، وهو عدم الثقة بنتائج الجامعات الخاصة، وهناك عدد كبير من الطلاب يرسبون بالامتحان الوطني على الرغم من اتباع دورات متخصصة بالامتحان، وما يشاع عن تسريب أسئلة .

والنتيجة التي يجب أن يتم الالتفات إليها هي العدالة بالجهد ومن يملك الأموال لا يعفيه من الجهد وصحة الناس لا يمكن المساومة عليها، وترك الناس يتخبطون بين الطبيب الجيد والسيء، ومع وجود أساليب الدعاية الحديثة يمكن لمن يملك المال أن يملك الشهرة ويغطي على ضعف خبرته .

صحيح أن سورية تصدر الأطباء لكن تدريبهم كان في المشافي العامة وإطلاق لقب معلم على طبيب الجراحة لم يأت من فراغ بل لأنه معلم بحرفته ودقة عمله، وهذه الحرفة يجب المحافظة عليها وعدم الاستسهال في امتهانها، والتشدد على الباب لمنع دخول من غير قادر على حملها والفوز بصحة المرضى.

الساعة 25: طلال ماضي 

خاص