2022 Jun 21

وزير الزراعة يعترف بفشل التسويق الزراعي !!..

عندما تسمع حديث وزير الزراعة يقول إن الوزارة لديها عشرات المشاريع المعدة للاستثمار في القطاع الزراعي ولا تلفت نظر المستثمرين، والاستثمار الزراعي ليس في الاتجاه الذي تريده الحكومة، وغياب التسويق ضيع جميع ما عملناه.

التسويق ياسادة علم وفن بالدرجة الأولى، وما يحدث في المنتجات الزراعية السورية من تقلب في الأسعار وضياع في المنتجات وفشل في ربط الخطة الزراعية مع الخطة التسويقية، والفشل في التعاقد على إنتاج أنواع تصديرية، ولو انه هناك تجربة في مدينة بانياس لزراعة بندورة تصديرية، والفشل في تسويق المنتجات وحفظها بالبرادات من قبل السوية للتجارة يؤكد أن منظومة العمل المتكاملة الحكومية ليست على مايرام، وكل جهة تسحب اللحاف صوبها وترمي بفشل التسويق على الأخرى .

والسؤال البسيط لماذا لا يوجد لدينا شركات كبيرة متخصصة بالتسويق ؟ ، إذا كنا نملك في سورية أكبر اسطول شاحنات للنقل الدولي ولدينا أكثر من 30 ألف شاحنة تجوب الدول العربية والأجنبية، وأكثر من 5000 براد لنقل المنتجات والخضار، ولا يوجد لدينا إدارة أو نية أو عزم للاستفادة من هذا الأسطول وتسخيره لخدمة المنتجات الزراعية وتحويل الفلاحين لإنتاج منتجات منها تصديرية عبر عقود معينة، ومنها للاستهلاك المحلي على اعتبار أن الاستهلاك المحلي يهمه الخضار الطازج أكثر من التغليف والتوضيب.

ولو كانت السورية للتجارة تعمل بعقلية التسويق الصحيحة وهناك من يديرها باحتراف، هل كان وصل كيلو الليمون الحامض اليوم إلى 8000 ليرة، وقبل شهرين كان الكيلو ب1000 ليرة في الأسواق وتم تسعيره للفلاح ب800 بالتأكيد لا .

واليوم مع إعلان وزير الزراعة عن استعداد الوزارة للتشاركية مع مستثمر لزراعة النخيل في البادية، واستعداد الوزير شخصيا لتقديم للمستثمر حوالي 500 هكتارا لإقامة مزارع النخيل، وتحمس الوزير لتطبيق الفكرة وترك بصمة له قبل رحيله عن الوزارة فلماذا لا تنجح الفكرة ؟، لأن تسويق المشاريع بكل بساطة لا يباع بالكلام المنثور في الهواء بل بحاجة إلى مخططات وجدوى اقتصادية ومحفزات وتحديد العوامل الجاذبة، وتقديم التسهيلات، والوصول إلى أصحاب الشركات التي من الممكن أن يتلقفوا هذا المقترح ويتقدموا لإقامة هكذا مشاريع بحاجة إلى رجال تسويق تحمل حقائب وتقدم أفكارا عن المشروع باحترافية عالية وبحاجة إلى التسويق كعلم وفن ودفع عمولات لمن يأتي بالمستثمر، وللأسف نحن لم نصل إلى هذا النوع من التسويق بعد.

الساعة_25: طلال ماضي

خاص